داروينية الذكاء الاصطناعي(1): اختراع وتطور الحاسوب..حفيظ مينو

. . ليست هناك تعليقات:

 سلسلة داروينية الذكاء الاصطناعي

1




المحور الأول: اختراع وتطور الحاسوب..

لقد عمد الناس ومنذ قرون طويلة الى محاولة محاولة فهم  عمليات الحساب automatisation ، وظهور اولا ما يعرف بآلة العد abaque،. في القرن السابع عشر، قام بليز باسكال، باختراع آلة اخرى اكثر تطورا لاجراء العمليات الحسابية من جمع او نقص، وهي الآلة التي قام ليبنيز بتحسينها لاحقا لتشمل عمليات الضرب والقسمة،

حوالي سنة 1800، قام بعضهم بتطوير برنامج لتشغيل آلة النسيج وطبعها فوق شريط تزود به الآلة،

في الثلاثينات، وبعد ظهور الآلات الحاسبة الكهربائية الكبرى، عمد فون نيومان الى تصور طريقة لبرمجة هذه الآلة اوتوماتيكيا، عبر التحكم في ازرار تشغيلها، وفي نفس التاريخ تقريبا، قام تورينغ بتصور آلة مفكرة بنفسها، وقادرة حتى على تجاوز قدرات الإنسان في هذا المجال، ما اشتهر عليه بآلة تورينغ.

واذا كانت كل هذه المحاولات قد بقيت انذاك  عاجزة عن التحول الى  التطبيق، حتى جاء اكتشاف الترانزيستور سنة 1947 ليفتح المجال واسعا امام البرمجة الالكترونية، وهو عبارة عن ثلاث رؤوس مدمجة، واحد ذو شحنة موجبة واخر شحنة سلبية والثالث محايد.

بعدما كانت آلات الحساب الكهربائية السابقة تعتمد على تقنية الانبوب الفارغ tube à vide، كما كان موجودا مثلا في التلفزات الأولى، في سنة 1957، وفي اجتماع مشهور للمختصين في المجال، ان تم اطلاق اسم الاعلاميات

( informatique = information + automatique)

ليكون ذلك كاعلان رسمي عن دخول عصر الحاسوب والرقميات،

اواخر الخمسينات ، تم اختراع الدارة المدمجة circuit intégré، اي تجميع عدة ترانزستورات في وحدة مدمجة مع ما يتطلبه ذلك من روابط كهربائية للوصل بينها، وذلك لاجراء اكثر ما يمكن من العمليات الحسابية. ادى ذلك الاكتشاف الى تصغير اكثر فاكثر لتلك الدارة لتعطي ما يعرف بالمعالج  processeur،، ثم بعده ، ما يسمى المعالج الدقيق microprocesseur.، هذا الاخير الذي هو عبارة عن رقاقة من معدن السيلسيوم تطبع فوقها مسارات التيارت الكهربائية، ثم انتقل حجم هذه الرقاقات من اكثر من 150 نانوميتر ( النانوميتر يساوي 1 على مليون من الميليمتر) في البداية، الى اقل من 2 نانوميتر اليوم.

وعلى مستوى عدد الترانسيتورات في المعالج الواحد  انتقل من بضعة وحدات الى بضعة عشرات من الملايير اليوم، اما على مستوى ما يقدر عليه المعالج من معالجة للمعلومات، فقد انتقل من بضع بايتات[1] bits في الثانية او بضع معلومات، الى امكان معالجة عدة مليارات من المعطيات  في الثانية.

على سبيل المقارنة، ان المكتبة الوطنية  الفرنسية مثلا، والتي تضم ازيد من 14 مليون كتاب، صار بالإمكان معالجتها او تخزينها اليوم في معالج دقيق واحد بحجم سنتيمتر مربع، وكان هذا  ما سمح بظهور الحواسيب الشخصية في الثمانينات ثم الهواتف الخلوية في التسعينات، ومعه شبكة الانترنيت

كاردون مور احد المختصين في الموضوع ، كان قد تنبا في الستينات، ان تتضاعف قدرة الحاسوب كل سنتين بفضل التقدم الذي يحصل في صناعة المعالجات، ما يعرف بقانون مور loi de Moore، غير انه اليوم يبدو ان تصغير miniaturisation  رقاقة السيلسيوم قد وصل الى حده. وان لا مناص من الانتقال في هذا المجال الى تكنولوجيا جديدة، تعتمد على الكوانتيك، ما يسمى الحاسوب الكوانتي، الذي تقاس قدراته ب الكوبيت qubit بدل البايت bit،

الفرق بينهما ان الأخير ليس عنده سوى مدخلان موجب وسالب، بينما الأول له عدة مداخيل بعدد الكترونات الذرات او مكوانتها، او كذلك الانتقال الى ما يشبه نورونات عضوية كما الحال في الدماغ البشري.



[1] البايت هو الوحدة الأساسية لقياس حجم المعلومات  والاوكتي octet يساوي 8 بايتات، اي ما يوازي كلمة واحدة

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اربح من اليوتوب قانونيا

اخر مواضيع

صفحتنا على الفايسبوك

الأكثر زيارة

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.