سلسلة داروينية الذكاء الاصطناعي
3
المحور الأول: اختراع وتطور الحاسوب..
المحور الثاني: عن ظهور الخوارزميات وتطور البرمجيات.
المحور الثالث : عن الذكاء الاصطناعي التوليدي IAG وظاهرة المحاور التفاعلي Chatbot
من بين الادوات الرقمية التي صارت مستعملة في هذا المجال ما يعرف بالتمثيل الرياضي للكلمات... embeding بالانجليزية
او plongement lexical بالفرنسية...
ان تكتب له مثلا جملة غير مكتملة...
(اصطاد القط (.....) صغيرا...)
وبسهولة ان يكمل الجملة بادخال كلمة (فأر) ...
او ايضا ... ان تدخل فقط لفظتي اصطاد والغابة... فيكمل الجملة من عنده...
"اصطاد الأسد فريسة في الغابة" ...
كيف يفعل ذلك؟
بالنسبة للإنسان... وحتى الطفل الصغير ان يركب مثل تلك الجملة بسهولة وعفوية اعتمادا على ما سبق ان قرأه.
لكن لchatbot طريقة اخرى...
تقوم الخوارزميات اولا... بوضع قاموس لكل الالفاظ الموجودة ... ما يسمى
Tokens بالانجليزية
او jetons بالفرنسية...
قد يصل عدد الفاظه الى اكثر من 500 الف كلمة...
بعد ذلك ان يرسم خريطة matrice حول كل العلاقات الممكنة بينها...اي كيفية تتابعها وتنظيمها في مختلف النصوص التي اطلع عليها... وهي مجموع النصوص الموجودة على الشبكة... يعني بالملايير...
ويضع لكل واحدة منها "موجهات" vecteurs... اي الكلمات الأكثر مصاحبة لها في تلك النصوص...
ان تكون موجهات او الكلمات القريبة من لفظة "اصطاد" مثلا ... هي... ( اسد... قط... فريسة... فأر... غابة... فخ...) الخ
وهو بحسب السياق او طريقة طرحك للسؤال...
ما يسمى prompt بالانجليزية
او requête بالفرنسية...
سيختار الكلمات المناسبة من قاموسه اعلاه... ليركب بها نصه الخاص.
او بعبارة اخرى... هو يعتمد منهجا احصائيا احتماليا في اختياره لتلك الكلمات...
وليس بشكل حدسي كما يفعل الإنسان...
اكثر من ذلك...
ان تعطيه جملة غير ظاهرة المعنى... ان كانت سلبية او ايجابية...
مثلا... " ياللهول !!!"
وهو يفهم فقط من خلال سياق كلامك... ان كنت تقصد موقفا متخوفا سلبيا من الظاهرة... او موقفا ايجابيا يعبر عن اعجابك بها...
وذلك ما صار يطرح اسئلة فلسفية عديدة على المتخصصين... ان كان chatbot يمتلك احاسيس خاصة به... او هو فعلا يقوم بالابداع ... او لديه وعي بذاته... قد يجعله يوما متفوقا وقادرا على تجاوز الإنسان... وحتى التحكم فيه...؟
ام ان كل ما يقوم به هي مجرد عمليات حسابية جافة... انطلاقا مما زود به من المعلومات...!!؟
ذلك موضوع حلقتنا المقبلة...
الى اين يمكن ان يصل الحاسوب في علاقته بالإنسان...
المحور الرابع: عن العلاقة بين هذا الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري.
ذلك هو السؤال الذي صار يشغل الجميع اليوم...
بين من يتخوف ان يتجاوز الأول الثاني... وبالتالي يخضعه لسيطرته... كما في بعض افلام الخيال العلمي...
او ما يسمونه "ما بعد الإنسان" transhumance
ما دفع العشرات من العلماء في المجال إلى اصدار نداء لوقف التجارب في هذا المجال... حتى اتخاذ الاحتياطات اللازمة...
وبين من يستبعد ذلك... وان لا خوف من احتمال تجاوز الذكاء الإنساني...
من الاسئلة المطروحة في هذا الشأن..
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي ان يمتلك وعيا بذاته... وبالتالي إرادة حرة خاصة به libre arbitre...؟
- هل يمكن ان يتوفر على خاصية التقمص الوجداني... empathie
والتي بناءا عليها يتخذ القرارات اللازمة في تعامله سواء مع الانسان او الحيوان او الآلات الأخرى...؟
- هل سيصبح مدركا من تلقاء نفسه للسياق contexte... وللمتغيرات المختلفة التي تطرأ كل لحظة على محيطه...؟
للتذكير... ان الذكاء الاصطناعي يقوم على ثلاث ركائز...
1 - القوة الحسابية التي توفرها المعالجات الدقيقة microprocesseur
او Hardware
والتي يتوقع البعض وبحسب قانون مور loi de Moore... ان يصل ما يمكن " طبعه" على رقائق السيليكون الحالية إلى اقصى حدودها الفيزيائية... بحلول سنة 2030... ليصبح حتميا الانتقال الى نوع بديل عنها... ما يعرف بالحاسوب الكمومي ordinateur quantique...
او مصنوعة من مكونات عضوية كالتي تتكون منها نورونات الدماغ البشري...
2- براعة الخوارزميات او انظمة البرمجة او software
- 3 حجم البيانات المتوفرة التي يمكن للحاسوب اعتمادها big data
والتي تقاس اليوم بملايير الملايير من البايتات او الوحدات المعلوماتية tétra bits
فهل سيسمح التطور في هذه المجالات الثلاث ... بتجاوز الذكاء الانساني...؟
من نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يحاول المختصون حاليا تطويرها...
نموذج الروبو او السيارة الرقمية المستقلة بذاتها ... القادرة على السياقة... والتكيف مع كل المتغيرات التي تطرأ على المحيط... بدون الحاجة الى اي تدخل من طرف الإنسان...
كمثال... ان هذه السيارة وبعد تدريبها على مختلف متغيرات السياقة... ان تفاجأ بصخرة غير متوقعة... تسقط من الاعلى... هل ستمتلك حدسا كما عند الانسان لتحاول تجنبها... ام ان ذلك لم يكن في البرامج التي دربت عليها... وبالتالي لا تنتبه اليها...؟
مثال آخر... وهي تلك المفارقة المعروفة... التي يجد سائق قطار نفسه فجأة... امام تفرع لسكتين وبدون امكانية لتشغيل الحصار... واحدة فوقها اطفال يلعبون ... واخرى عمال يشتغلون... فكيف سيتصرف السائق... وما الاتجاه الذي سيختار... وبالمقارنة... كيف سيتصرف الحاسوب... وعلى اية معايير سيعتمد...؟
بمعنى هل يمتلك خاصية التقمص الوجداني empathie..
كما عند السائق الذي سيتصرف بحسب مشاعره وضميره الخاص...
ام سيتصرف بطريقة ميكانيكية وحسابية جافة... لا عاطفة فيها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق